اسس الزواج الناجح في الاسلام
الزواج الناجح وما هي اسس الزواج الناجح في الاسلام؟ هذا السؤال يود أن يعرف إجابته المقبلين على الزواج والمتزوجين أيضًا حتى يتجنبوا أسباب المشاكل الزوجية التي تجعل البيت والأسرة غير سعيدة، بل وتؤثر على الأبناء مستقبلًا وعلى علاقة الأُسر ببعضها، وبالتالي ومن خلال موقع المؤسسة سيتم التعرّف على أسس الزواج الناجح في الإسلام.
ما هي أسس الزواج الناجح؟
يجب علينا جميعًا أن نعرف أسس الزواج الناجح ومقوماته التي بدونها سوف يختل النظام، وبالفعل هذا ما يحدث الآن، ففرق العمر بين المتزوجين بدأ يتسع بشكل كبير مما جعل فجوة بين عقلية الرجل والمرأة، كذلك الزواج في سن مبكر للشاب أو الفتاة يحملهم مسئولية كبيرة في سن مبكر جعل نسبة الطلاق تفوق أي وقت سابق
ولذلك فيجب أن يعتد كل شخص مقبل على الزواج أو متزوج سواء رجل أو امرأة بمعرفة تلك الأسس الإسلامية للزواج الناجح والسعيد حتى يقوم المتزوجين بمحاولة تطبيق ما أمرنا به الإسلام ليحيوا حياة أفضل بطريقة أفضل، وحتى يختار المقبلين على الزواج الاختيار الأمثل.
اقرأ أيضًا: دعاء الزواج وأهميته الشرعية – محدث دائمًا
1- اختيار شريك حياة يرضي الله
نقصد هنا أن الخطوة الأساسية لضمان عيش حياة زوجية هادئة ومستقرة هو اختيار شريك حياة مناسب، فلا يقتصر الأمر على اختيار الشريك الذي تحبه فقط، بل يجب أن يتصف بصفات يحبها الله ورسوله مثل التقوى والقيم الأخلاقية، شخص يراعي الله في أهل منزله حتى يراعي الله بكِ، فلا يجب التغافل عن أي من العيوب سواء كانت دينية أو أخلاقية، وذلك لأن هذا ينعكس على علاقتكم الزوجية فيما بعد.
2- الاحترام والتقدير لزواج ناجح
وجود الاحترام بين الطرفين شيء مهم جدًا ليس فقط بين الزوج وزوجته، بل وبين الصغير والكبير، وبين الابن وأبيه وأمه، الاحترام لا بد وأن يكون بين كافة الأطراف، وبالفعل يكون موجود في فترة الخطبة ولكن لا يجب التخلي عنه؛ لأن الزواج تم وأصبحتما واحد ولا فرق بينكما!
بالفعل أنتم سكن لبعضكما البعض، ولكن استمرار الاحترام والتقدير مهم للغاية، يجب المناقشة بشكل محترم، يجب تقدير آراء الطرف الآخر وسماع وجهة نظره واحترامها ومحاولة العمل بها، يجب ألا يسود النظام الديكتاتوري في فرض آراء شخص معين على الآخر، وعدم احترام رأيه.
3- التحدث بصوت منخفض
الحديث بصوت منخفض من أهم أساسيات الإسلام في الزواج الناجح؛ لأن الصوت المرتفع يولد الغضب، وإن غضب الشخص يمكنه أن يفعل أي شيء، كما أن النقاش يحتدم وتظهر رجولة الرجل حينها؛ لإنه لم يعتاد أن يعلو صوت امرأة عليه، وأيضًا تشعر المرأة بالانكسار والضعف فتعلو من صوتها لتكون المنافسة بالند، وهذا من أكثر الأمور التي تجعل الطريق مسدود أمام الشخصين في التفاهم.
4- احترام الخصوصيات من أهم أسس الزواج الناجح
بالفعل الزوج والزوجة سكن لبعضهما البعض وأصبحوا في بيت واحد ولديهم أسرار وخصوصيات، ولكن لا ننسى أن لكل واحد منهم حياة خاصة طوال سنوات عمره السابقة؛ ربما يود أن يتحدث بها وإن لم يرغب في ذلك فليس عليه حرج، وبالتالي يجب حينها احترام الخصوصيات سواء في الهاتف أو المكالمات مع الأصدقاء أو في الذكريات فكل ذلك ملك للشخص نفسه حتى وإن تزوج.
5- الأولوية للبيت
أغلب المشاكل بين الزوجين هو قلة الاهتمام بالمنزل، ومع انتشار عمل المرأة وتحقيق الطموح أصبحت المرأة تهمل في بيتها، ولكن أيضًا الرجل في أغلب الأحيان لا يأخذ أمر عمل المرأة بجدية، وهذا ما يوقع المشاكل بينهما، فإن اتفقا على وضع البيت في المقدمة وبعدها أي شيء يأتي سوف تنتهي المشاكل.
وإن حاول آدم فهم غاية حواء لهدأ وسمعها، وإن لم تُقصِر حواء في المنزل عند عملها فلِما لا يساعدها آدم في تحقيق رغبتها وطموحها، وإن قصّرت فلِما لا تُقوّمها وتَفهم وجهة نظرها؟ فالحديث الهادئ يمكنه أن يأتي بكما إلى طريق جميل مليء بالحب والمودة.
لمتابعة احدث الوظائف تابعنا على جروب الفيسبوك من هناااا
اقرأ ايضًا: فوائد الزوجة النكدية وكيفية التعامل معها – محدث دائمًا
6- الحفاظ على الأسرار من أهم اسس الزواج الناجح
لا يجب إفشاء الأسرار الزوجية سواء الخاصة بالعلاقة الزوجية أو الخاصة بأسرار البيت سواء المادية أو الاجتماعية أو غيرها، لا بُد وأن يكون هناك خصوصيات لكما لا يعلم أسرة الزوج أو اسرة الزوجة عنها شيء.
7- من أسس الزواج الناجح حل المشاكل الأسرية بين الزوجين فقط
لا يجب إدخال الأسر في حل المسائل الزوجية إطلاقًا؛ لأن الزوج يمكنه أو يسامح زوجته وأيضًا الزوجة يمكنها أن تغفر لزوجها، ولكن عندما تتدخل الأسر فلن يكون هناك مجال للمسامحة، فأنتم تُسامحون؛ لأن العشرة والحب والمودة بينكما تشفع لكما.
ولكن ما دخل الأسر؟! أيضًا عندما تنكشف المشاكل وأسرارها يبتعد الزوجين عن بعضهما أكثر ويتدخل وسائط وبالتالي تزيد المشاكل؛ خاصةً إن كان هناك أشخاص وسطاء لا يحبون الخير لكما.
8- عدم وضع الأسر في مقارنة أو حل لمشاكل الزوجين
صلة رحم كلًا من الزوج والزوجة هو أمر سوف يُسأل عنه كل منهما بمفرده، ولذلك لا يجب أن يحكم الزوج على زوجته بمقاطعة أهلها والعكس أيضًا لا يجب على الزوجة وضع حل لمشاكلهم بمقاطعة الزوج لأهله، لا يجب مقارنة الأسرتين ببعضهما ولا يجب إدخالهم في مشاكلكم الشخصية بأي حال من الأحوال، ففي جميع الحالات ستكون خسران سواء حاليًا إن قطعت أهلك أو بعد ذلك عندما تقطع صلة رحم الطرف الآخر ولن يتأذى بالأخير غير الأبناء المضطرون بنبذ عائلة من الاثنين.
اقرأ ايضًا: أسباب ضعف شخصية الرجل أمام زوجته ونصائح للتغلب على ذلك
9- الابتعاد عن العنف من أهم أسس الزواج الناجح في الاسلام
لا يعتبر العنف حل بين الطرفين، يجب أن يعرف كل رجل وكل امرأة أن العنف لا يولد إلا عنف؛ لذلك قبل أن يقوم شخص بضرب الآخر أو التلفظ بألفاظ غير مناسبة لا بد وأن يدرك مساوئ هذا الإجراء، الذي لا يأتي بنتائج إيجابية إطلاقًا حتى ولو كانت النتائج إيجابية في وقتها وهدأ الطرفان لوهلة، فلن تكون النتائج كما هي بعد ذلك.
كذلك إن ظهر العنف الأسري فلن يقف أبدًا، سوف يترعرع في الأسرة وبين الأبناء ولن يكون له نهاية شريفة، بل يكون هذا هو أسلوب الزوجان وبالتالي أسلوب الأبناء، أو أن أحد الطرفان يقرر الانفصال؛ لأنه لا يرضى بالذل وممارسة العنف عليه.
اساس الزواج الناجح
هناك بعض المقومات التي يجب أن تتوفر في أي علاقة زوجية لضمان نجاح هذه العلاقة، فلا بُد أن نعلم أن كل علاقة يوجد بها عيوب ومشاكل، ولكن لا يؤثر هذا بالضرورة على استمرار العلاقة، ولكن هذه الأسس هي الأساس التي تُبنى عليه تلك العلاقة، وهذه الأسس تُبنى على:
- لا بٌد أن يكون كل طرف على علم ووعي بالواجبات والحقوق، فلا شك أن الحياة الزوجية هي مشاركة بين طرفين، ولكن هناك بعض الحقوق والواجبات التي يجب أن يلتزم بها كل طرف مثل (المعاشرة بالمعروف، الاحترام والود المتبادل، طيب الكلام، الطاعة، الاستماع، حُسن السكن، ..) وغيرها الكثير.
- أن تكون العلاقة آمنة بين الطرفين، فلا يجب أن تكون قائمة على التهديدات، بل يجب أن يكون كل طرف يثق بالطرف الآخر ويأتمنه على نفسه، فقيل أن حواء كانت من ضلع آدم، وهكذا الزوج لزوجته يجب أن يكون لها الركن الآمن، وهكذا يتوجب على الزوجة أيضًا.
- التواصل الجيد بين الطرفين يخلق مساحة من التفاهم والمشاركة، وذلك لأن كل طرف يكون قادر على الاستماع الجيد للطرف الآخر، وبالتالي يكون قادر على تفهمه وتفهم مشاكله.
- الاستقرار سواء كان عاطفي أو مادي وغيره، فلا يمكن أن تستمر أي علاقة دون تحقيق التوازن بين كل من الأخذ والعطاء، فلا يمكن أن يستمر طرف بالعطاء دائمًا دون الأخذ والعكس.
- أن يكون كل طرف مؤمن بأسرته، فالعلاقة الأسرية تمر بالكثير من المشاكل والعوائق وهذا الأيمان ما يساعدك على تجاوز تلك العوائق دون أن يؤثر ذلك على علاقة الزوجين بل على العكس يزيد من قوة هذه العلاقة.
- أن يعترف كل طرف بمجهود الطرف الآخر ويقدره والتعبير دائمًا عن الامتنان لهذا الشخص ولما يفعله من أجل تحقيق السعادة والاستقرار للطرف الآخر.
- التغافل عن المشكلات وتقبل عيوب الطرف الآخر، فلا يوجد إنسان خالي من العيوب ولكن عندما تكون قادرًا على تقبل ذلات الطرف الآخر وغفر أخطائه، هذا يتضمن عدم تذكير كل طرف بماضيه، فإن حاول أحد الطرفين نسيان الأخطاء السابقة والبدء من جديد فلا بُد أن يكون الطرف الآخر داعمًا له.
- تقديم الأعذار للطرف الآخر.
- أن يكون هناك احترام لوجهة نظر الطرف الآخر، ويكون كل طرف قادر على بناء حوار قائم على التفاهم.
- تعد أهم أسس نجاح الزواج هو الصبر والتضحية في سبيل الطرف الآخر ولاستمرار العلاقة، فالحياة الزوجية هي حياة واقعية تختلف تمامًا عن تلك القصص التي تُعرض على التلفاز، فسيمر الطرفين بها بالتعثرات والمشاكل والأخطاء، هذا مهما بلغ نجاح العلاقة، وبالتالي لا بُد أن يصبر كلا الطرفين على الآخر.
بالأخير الاحترام واجب وهذا ما تربينا عليه في الإسلام؛ ولو عدت بذاكرتك لوهلة لوجدت أن الاحترام أمر ضروري لاستمرار الحياة، فبدون الاحترام لن تكوّنوا صداقات ولن تحبو آباءكم ولن تكونوا أشخاص محبوبين في المجتمع؛ فلِما تمارسون العنف والغضب وعدم التقدير بينكم، إن كنتم تكرهون ممارسته مع الآخرين.